صاحبة الصوت ، هكذا تأملتك


لم أكن قد انتبهت إلى تلك الزاوية ، فلم تحضر أي امكانية بعقلي في أن تكوني متكومة بهذا الشكل في ظلمة هذا البيت الواسع . دخولي برجلي اليمنى أو اليسرى كان عائما وغارقا حتى النهاية في صوتك الذي يتغنى بهذه وتلك من الأغنيات الرقيقة رقة روحك . كنت أقيس حلمك بفضاء أحاسيسك الذي بدى منافسا قويا للكون في توسعه المستمر ، لدى فالبيت الذي يليق بك على الأقل في مخيلتي هو قصر سريالي عامر بالورد وعابق بروائحه . 
فماذا حصل ؟ تتكومين هكذا ، وتجمعين بذراعيك أشلاءك نحو أحلك زاوية من لوحتك ؟ أنت التي قد تستغنين عن الظلال في لوحتك دون أن تفقدي الأبعاد الكاملة والمثالية . كنت لتبوحي بواحدة من تلك الضحكات فيرتجف جسد العالم ، ويعود أدراجه إلى واحدة من تلك الدرجات الهامشية من مسرح الحياة ليرقب اشتعالك حياة ونظارة . أهكذا تلتوي الورود الحمراء الساحرة بعد ليلة واحدة في حديقة منتقاة لها على المقاس خارج كل الخيارات والإرادات ؟ ألهذا الحد تحاكينا الورود في دهشتنا القاتلة أمام الصبيب الأعمى للتفاصيل ؟ أم أننا من يحاكي الورود ؟ 
لم أسحبك ، تأملتك كما تألمتك ، واقفا هكذا كقطعة الخشب المترددة في مهب النسمات الهامسة بها النوافد . تقطرت الصياغة النهائية الفاصلة بين فصلين ، مرة ومرتين ومرات أخرى لانهائية . نظرت هناك حيث كنت متقوقعة كحلزونة تأبى أن تفرح ، وأنزلت الستارة على عيناي لأنظر إلى تلك الأيدي النظرة الهائمة في شلال القداسة .
الورطة أنت ، وأنت الورطة . فقد خربشت الزمن كأنك خنجر براق يلامس ثوبا ناصع السواد . ومررت إلى هناك حيث يفترض المفروض المقروء من شعاع ضحكات ملغومة حد التخمة . طمأنتني عنك العابرة قصتك ، واستجدتني أن أبرق بفرسي وأستطلع بقية التخوم . فلماذا تتكومين في تلك الزاوية ؟ ولما تستبدين بآخر قطرة من نور مطفي ؟
الإمكانيات المنتورة سلفا على توب محاولتك الشعرية غضت بصري عنك . فلم أراك غير صوت يهب كنسمة يتيمة من إشتعال لهيب الصيف . فهاهو صوتك يثقل لحظات مضت ، كما ينخفض الخيط بين العمودين يريد عناق الأرض ، ولا عناق .

بقلم عصام بقسيم  

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014