قبل ثلاثة أسابيع طلبت من جابر أن يعلمني قيادة "الموتوسيكل" ، اعطاني
جابر دراجته البخارية، مشيت لمئة متر ثم سقطت من عليها، .. ضحكنا سوياً،
بعدها، .. ألتقي جابر كل صباح في عمل
ي، ..
جابر من الإخوان.. في الصباح تدور مناوشات كلامية بيني وبينه ، يشتم جمال
عبد الناصر – معتقداً بأنه يمثل كل اليسار – وألعن له الف مرة حسن البنا
وسيد قطب ، لكنه لم يمانع أن يمنحني فرصة ركوب دراجته البخارية ، .. ألقي
القبض عليًّ في المظاهرات التي جرت قبل أسبوعين من بعض أفراد جماعة
الإخوان، سرقت متعلقاتي الشخصية، وضربت، احتجزت لثلاثة ايام قبل أن تخلي
النيابة سبيلي، اعود لأجد جابر يتهمني بأنني بلطجي على الفيس بوك ، قطعت
علاقتي بجابر .. حتى بعدما مازحني بعد خروجي محاولاً كسر الحاجز الذي بيني
وبينه .. لم اتجاوب مع مزاحه .. علاقتنا أنتهت .. جابر كان في الإتحادية
عصر الأربعاء الماضي على ناحية الإخوان .. وكنت في الناحية الأخرى ...
منذ ساعات ألتقيت مصطفى.. زميل في العمل أيضاً، ولد طيب ... لكنه من الإخوان استوقفت مصطفى، سألته هل كنت في الأتحادية يوم الأربعاء ؟ ، أجاب بأبتسامته المعهودة .. " آه "، سألته .. "حدفت طوب يا مصطفى" ، ابتسم اكثر يداري شيئاً اظنه خجل.. "آه" .. سألته.. " لو كنت شفتني يا مصطفى كنت حتضربني " .. أجاب .. " لأ طبعاً .. "، لا أعرف حقيقة إن كان مصطفى قد رآني في الإتحادية كان سيقبض علي أم لا ، لكن محمود عزت كان جالساً وقتها، . محمود كان في جانب الثوار، محمود قال أنه وجد "عبد الرحمن"، بيننا نحن المتظاهرين المعارضين يتجول بيننا ، .. سألت محمود .. " طيب ما ممسكتهوش ليه .. " ، قال لي .. " لأ طبعاً .. ده واد طيب وغلبان .." ، عبد الرحمن أيضاً من الإخوان قطعت علاقتي به بعد خروجي من الحبس ..، يتندر الأصدقاء في العمل .. " هوا انتم رحتم تضربوا بعض في الإتحادية ليه " ما كنتم تضربوا بعض في الشغل وخلاص"
محمد عبد الفتاح .. مسؤول قطاع الجامعة في الإخوان بالإسكندرية ، صديق قديم وجاري أيضاً يسكن بعدي بمنزلين والقى والده واقفاً في دكانه كل صباح فألقي عليه السلام، زارني يوم خروجي من الحبس في المنزل ، وقال لي .. " خلينا ما نتناقش في السياسية .. أنا جايلك بصفة إنسانية ، حاولت التجاوب مع هذا بشكل ما " ، .. صباح مذبحة الإتحادية .. ارسلت لمحمد رسالة نصها .. " انت عضو في جماعة مجرمة أيديها ملطخة بالدماء .. علاقتنا الإنسانية أنتهت ، لم أستطع أن افعل هذا مع شخص آخر هو أهم منه ربما تنظيمياً .. انس القاضي المتحدث الرسمي باسم الجماعة في الإسكندرية .. صديق كان بيننا إنسانياً شيء ما خالص من النقاء والمحبة، عملت في شركته أيضاً وقتاً من الزمان وساعدته في وقت من الأوقات التي يتعرض لها في محنة انسانية ، وساعدني ايضاً ، .. كتبت الرسالة لأنس .. لكني لم استطع ان ارسلها له ... منعني ضعفي ،، اتصلت به صباح الخميس التالي لمذبحة الإتحادية .. ، بكيت على الهاتف ولم اكمل المكالمة ..، قطعت علاقتي بعشرات إن لم يكن مئات من الإخوان .. لكنني لم استطع ان اقطع علاقتي بأنس
على باب نيابة المنشية بالإسكندرية، تمسك صديقتي ماهينور المصري محمود جابر المحامي الإخواني من كتفه وهو بصحبة القيادي الإخواني صابر أبو الفتوح متجها لتحرير محاضر ضدنا في النيابة متهماً أيانا بسرقة مقر الإخوان، تنادي فيه : انتم بتعملوا كده إزاي، عيب عليكم يا أخي ده انتم دخلتم بيوتنا... محمود جابر يمضي بثبات ولا يلتفت ، محمود جابر كان يجلس مع ماهينور ليلة جمعة الغضب وآخرون من القوى الوطنية يقسمون المساجد التي ستخرج منها المسيرات يوم جمعة الغضب، محمود ايضاً كان طرفاً للتواصل بين الإخوان وقوى المعارضة في ايام مبارك في الإسكندرية،.. محمود حرر محضراً ضدنا نحن الذين كنا نتواصل معهم يوماً ما يتهمنا بالسرقة، وحرر محضر ضد آخرين بينهم اصدقاء يتهمهم فيه بتحريضنا ..
قالت خالتي "السلفية " لأمي يوم قبض علي ، ابنك كان بيكسر وهما مسكوه وهوا بيكسر ، أنفعلت أمي وتشاجرت معها قالت "أبني مش بلطجي... الشيوخ هما اللي مجرمين ولاد كلب"، اغلقت أمي الهاتف في وجهها، .. بعد أن خرجت من الحبس اتصلت خالتي بأمي واعتذرت لها ، قبلت أمي الإعتذار على مضض ، لكن شيئاً ما بينهما أنشرخ ، أعرف هذا جيداً من نبرة صوت أمي حين تتحدث عنها ، .. كانتا في الماضي أقرب صديقتين لبعضهما،.. لن يبقى الأمر كذلك على ما أظن ..
أبن خالي أيضاً، تربينا معاً ونحن صغار، على دراجته تعلمت ركوب الدراجات، وصباح كل جمعة كنت أذهب إلى منزله لنلعب سوياً على الكمبيوتر في بيتهم أيام كان الكمبيوتر أعجوبة في المنازل، هو بإختصار رفيق الطفولة بلا منازع..، أبن خالي كبر اليوم ، في غفلة من الزمن صار من الإخوان هكذا فوجئت ، لم يعد الود بيننا قائماً على أي حال لأسباب كثيرة ..لكن أحدنا قد يلقي على الآخر بحجر في مواجهة ما قد تكون قريبة جداً .. اقرب مما توقعنا .. ربما في صباح الغد حتى
أبغض صبحي صالح بغضاً شديداً، لا أطيق زيف هذا الرجل، لكن زوج أبنته "محمد إبراهيم" ، كان شخصاً محبباً لقلبي في فترة من الفترات .. الحق أن كل ذكرياتي عنه أنه كان إنساناً صادقاً وطيباً للغاية ، أخوه .." طارق " صاحب فضل علي، وهو من أحضر لي عملاً فور تخرجي من الجامعة ظل زميلي في العمل لمدة عام،.. بالتأكيد طارق ومحمد يجلسان الآن حزانى على قريبهما الذي يرقد في المستشفى مصاباً بعد ضربه،..
يروي صديقي القادم من بيروت كيف حكى له قدامى المقاتلين ايام الحرب الأهلية هناك عن تلك الليالي التي كانت تتوقف فيها المعارك، ويدور على الخط الفاصل السمر المازح بين المتقاتلين على الجانبين، فيما يدركون تماماً أن الصبح حين يطلع سيتبادلون فيما بينهم طلقات الرصاص وزخات الكراهية،.. ويحكي صاحبي أيضاً عن امسيات اخرى كانوا يستمعون فيها إلى فيروز من خلال مكبرات الصوت القادم صوتها إلى الجانب الآخر ... سأكون دوماً ضد الإخوان وضد فاشيتهم الدينية إلى آخر لحظة من عمري، ..، لكن لحظة ما .. لحظة إنسانية خالصة تماماً تستوقفك دائماً .. لتتساءل في حيرة حقيقية .. يا كل هذا الجنون ؟؟!! متى أندلعت فجأة هكذا ؟؟!! .. ولماذا ؟؟!
منذ ساعات ألتقيت مصطفى.. زميل في العمل أيضاً، ولد طيب ... لكنه من الإخوان استوقفت مصطفى، سألته هل كنت في الأتحادية يوم الأربعاء ؟ ، أجاب بأبتسامته المعهودة .. " آه "، سألته .. "حدفت طوب يا مصطفى" ، ابتسم اكثر يداري شيئاً اظنه خجل.. "آه" .. سألته.. " لو كنت شفتني يا مصطفى كنت حتضربني " .. أجاب .. " لأ طبعاً .. "، لا أعرف حقيقة إن كان مصطفى قد رآني في الإتحادية كان سيقبض علي أم لا ، لكن محمود عزت كان جالساً وقتها، . محمود كان في جانب الثوار، محمود قال أنه وجد "عبد الرحمن"، بيننا نحن المتظاهرين المعارضين يتجول بيننا ، .. سألت محمود .. " طيب ما ممسكتهوش ليه .. " ، قال لي .. " لأ طبعاً .. ده واد طيب وغلبان .." ، عبد الرحمن أيضاً من الإخوان قطعت علاقتي به بعد خروجي من الحبس ..، يتندر الأصدقاء في العمل .. " هوا انتم رحتم تضربوا بعض في الإتحادية ليه " ما كنتم تضربوا بعض في الشغل وخلاص"
محمد عبد الفتاح .. مسؤول قطاع الجامعة في الإخوان بالإسكندرية ، صديق قديم وجاري أيضاً يسكن بعدي بمنزلين والقى والده واقفاً في دكانه كل صباح فألقي عليه السلام، زارني يوم خروجي من الحبس في المنزل ، وقال لي .. " خلينا ما نتناقش في السياسية .. أنا جايلك بصفة إنسانية ، حاولت التجاوب مع هذا بشكل ما " ، .. صباح مذبحة الإتحادية .. ارسلت لمحمد رسالة نصها .. " انت عضو في جماعة مجرمة أيديها ملطخة بالدماء .. علاقتنا الإنسانية أنتهت ، لم أستطع أن افعل هذا مع شخص آخر هو أهم منه ربما تنظيمياً .. انس القاضي المتحدث الرسمي باسم الجماعة في الإسكندرية .. صديق كان بيننا إنسانياً شيء ما خالص من النقاء والمحبة، عملت في شركته أيضاً وقتاً من الزمان وساعدته في وقت من الأوقات التي يتعرض لها في محنة انسانية ، وساعدني ايضاً ، .. كتبت الرسالة لأنس .. لكني لم استطع ان ارسلها له ... منعني ضعفي ،، اتصلت به صباح الخميس التالي لمذبحة الإتحادية .. ، بكيت على الهاتف ولم اكمل المكالمة ..، قطعت علاقتي بعشرات إن لم يكن مئات من الإخوان .. لكنني لم استطع ان اقطع علاقتي بأنس
على باب نيابة المنشية بالإسكندرية، تمسك صديقتي ماهينور المصري محمود جابر المحامي الإخواني من كتفه وهو بصحبة القيادي الإخواني صابر أبو الفتوح متجها لتحرير محاضر ضدنا في النيابة متهماً أيانا بسرقة مقر الإخوان، تنادي فيه : انتم بتعملوا كده إزاي، عيب عليكم يا أخي ده انتم دخلتم بيوتنا... محمود جابر يمضي بثبات ولا يلتفت ، محمود جابر كان يجلس مع ماهينور ليلة جمعة الغضب وآخرون من القوى الوطنية يقسمون المساجد التي ستخرج منها المسيرات يوم جمعة الغضب، محمود ايضاً كان طرفاً للتواصل بين الإخوان وقوى المعارضة في ايام مبارك في الإسكندرية،.. محمود حرر محضراً ضدنا نحن الذين كنا نتواصل معهم يوماً ما يتهمنا بالسرقة، وحرر محضر ضد آخرين بينهم اصدقاء يتهمهم فيه بتحريضنا ..
قالت خالتي "السلفية " لأمي يوم قبض علي ، ابنك كان بيكسر وهما مسكوه وهوا بيكسر ، أنفعلت أمي وتشاجرت معها قالت "أبني مش بلطجي... الشيوخ هما اللي مجرمين ولاد كلب"، اغلقت أمي الهاتف في وجهها، .. بعد أن خرجت من الحبس اتصلت خالتي بأمي واعتذرت لها ، قبلت أمي الإعتذار على مضض ، لكن شيئاً ما بينهما أنشرخ ، أعرف هذا جيداً من نبرة صوت أمي حين تتحدث عنها ، .. كانتا في الماضي أقرب صديقتين لبعضهما،.. لن يبقى الأمر كذلك على ما أظن ..
أبن خالي أيضاً، تربينا معاً ونحن صغار، على دراجته تعلمت ركوب الدراجات، وصباح كل جمعة كنت أذهب إلى منزله لنلعب سوياً على الكمبيوتر في بيتهم أيام كان الكمبيوتر أعجوبة في المنازل، هو بإختصار رفيق الطفولة بلا منازع..، أبن خالي كبر اليوم ، في غفلة من الزمن صار من الإخوان هكذا فوجئت ، لم يعد الود بيننا قائماً على أي حال لأسباب كثيرة ..لكن أحدنا قد يلقي على الآخر بحجر في مواجهة ما قد تكون قريبة جداً .. اقرب مما توقعنا .. ربما في صباح الغد حتى
أبغض صبحي صالح بغضاً شديداً، لا أطيق زيف هذا الرجل، لكن زوج أبنته "محمد إبراهيم" ، كان شخصاً محبباً لقلبي في فترة من الفترات .. الحق أن كل ذكرياتي عنه أنه كان إنساناً صادقاً وطيباً للغاية ، أخوه .." طارق " صاحب فضل علي، وهو من أحضر لي عملاً فور تخرجي من الجامعة ظل زميلي في العمل لمدة عام،.. بالتأكيد طارق ومحمد يجلسان الآن حزانى على قريبهما الذي يرقد في المستشفى مصاباً بعد ضربه،..
يروي صديقي القادم من بيروت كيف حكى له قدامى المقاتلين ايام الحرب الأهلية هناك عن تلك الليالي التي كانت تتوقف فيها المعارك، ويدور على الخط الفاصل السمر المازح بين المتقاتلين على الجانبين، فيما يدركون تماماً أن الصبح حين يطلع سيتبادلون فيما بينهم طلقات الرصاص وزخات الكراهية،.. ويحكي صاحبي أيضاً عن امسيات اخرى كانوا يستمعون فيها إلى فيروز من خلال مكبرات الصوت القادم صوتها إلى الجانب الآخر ... سأكون دوماً ضد الإخوان وضد فاشيتهم الدينية إلى آخر لحظة من عمري، ..، لكن لحظة ما .. لحظة إنسانية خالصة تماماً تستوقفك دائماً .. لتتساءل في حيرة حقيقية .. يا كل هذا الجنون ؟؟!! متى أندلعت فجأة هكذا ؟؟!! .. ولماذا ؟؟!