الأمر في غاية
البساطة ، يمكنك أن تلغي القائمة الإخبارية التي تزودك بصور لا تعجبك . صراحة أنا كذلك لا تعجبني كل تلك الإضافات التي تبلغني
عن طريق التويثر أو الفيسبوك ، إنها سنة
الحياة . لست بحاجة لتدعو لرجمي أو رجم أي كان .
أقدمت ناشطة نسائية
في تونس تدعى أمينة ، وهي البالغة تسعة عشرة سنة من العمر ، على نشر صورة لها تظهر
فيها عارية وقد كتبت رسالة على جسدها تقول فيها " هذا الجسد لي ، وليس مصدرا
لشرف أي كان " . تنتهج أمينة في هذا الأمر نهج كل الحركات النسائية عبر
العالم . رد الفعل في تونس كان بداية على هذا الشكل ، إذ دعى رجل الدين ورئيس
الجمعية الوسطية للتوعية والإصلاح إلى الجلد والرجم حتى الموت في حق أمينة ، مبررا
بأن تصرفات أمينة ستجلب اللعنة على البلد إذ ستحل بسببها الأوبئة والمصائب ، وأن
هذه الأفعال معدية قد تسبب في انتشار هذه النوعية
من الأفكار بين نساء أخريات ... "
لم تتمكن الحركة النسائية
من ربط أي اتصال بأمينة خلال الأيام الأخيرة ، وحتى اللحظة بدا واضحا أن عائلة
أمينة قد أخذت ابنتها إلى مستشفى الرازي للأمراض النفسية بمنوبة في تونس.
يتم تداول عريضة
تطالب الحكومة التونسية ، ومنظمة أمنستي الدولية في تونس والأمم المتحدة ، بحماية
حياة أمينة ، ، ،
العديد من الناشطات التونسيات في الحركة النسائية
وكذا مناضلي حقوق الإنسان لازالوا صامتين
. وقد تتبعت التعليقات والنقاشات الدائرة حول عدم مساندة قضيتها ، والنتيجة متمثلة
في الاختلاف معها حول الطريقة التي انتهجتها ، طريقة عرض الثديين العاريين . أنا
شخصيا لا أرى أين يكمن الشر في الأثداء .
القرار يعود لي في التقاط صورة ونشرها على حائطي أو لا . من لم يحبها يمكنه
أن يلغيني من قائمة أصدقائه أو أن يضغط على زر " لا يعجبنيdislike "
، يبدو هذا الأمر غاية في البساطة . لم أعرض صورتي وأنا عارية تماما ، فقط
لأنني لا أريد ذلك ، وليس لأني أعتقد أن هذا خطأ ، بل فقط لأني لا أريد ، تماما
كما لا أحب أن ألتقط واحدة من تلك الصور السياحية التي تظهرك مائلا على الهرم أو
ملتقطا قرص الشمس بإصبعيك ، لا أحب أن أفعل ، وإن فعلت فإن هذا لا يعد خطأ . أنشر
هذه الصورة لأني أحسست بالغضب تجاه ردود الفعل على صورة أمينة . يغضبني بشدة صمت الناشطين
واكتفائهم بانتقاد طريقتها في الاحتجاج بينما في الطرف الآخر يدعوا المتعصبون
الدينيون إلى قتلها .
الجنس يبيع ، وهذا ليس سرا . هذه الطريقة في الاحتجاج ليست
بجديدة ، صور الناشطات النسائيات حول العالم تبقى حية لسنوات في الإعلام . ومثالنا
على ذلك قضية "علياء
ماجدة المهدي" المدونة المصرية التي
تعرت ، وكذا صورها الأخيرة رفقة ناشطات
أخريات في الحركة النسائية قبالة السفارة المصرية أتناء الاحتجاج على الدستور
المصري الجديد .
ولكن هذه الصور ليست عن الجنس إنما هي لإثارة
الانتباه إلى حقوق المرأة . ولك الحرية في أن تعجب أو لا بهذه الطريقة من الاحتجاج
. ولكنك لست حرا في محاكمة أحد أو في الإضرار به . وإذا كنت مصطفا مع المناضلين من
أجل حرية التعبير كحقوقي فإنه من الخطأ أن تلتزم الصمت الآن . أمينة حرة فيما تنشر
، والقارئ حر فيما يحب . ولكنها الآن ليست
مسألة إن كانت أمية على صواب أو على خطأ ، فهذا اختيارها الحر وسأساند حقها هذا
وسأقف بجانبها ضد المتعصبين الدينيين الداعين إلى تصفيتها .
روابط ذات صلة :
ترجمة عصام بقسيم
النص الأصلي
بعنوان Don’t like?
So don’t look.