أيام سوداء




أمر في هذه الأثناء بأيام صعبة . قررت أن أكتب عنها ، رغم أنها مشاعر خاصة . لكني أعتقد أن على الناس أن يعرفوا القصة . وربما بعضكم قد يقرءاها ، أتمنى أن تشعروا بها .

منذ أيام مضت ألقي القبض على أحب إنسان إلي ، على توأم روحي ، وأودع السجن في بلد إسلامي بسبب علمانيته ، وآرائه التحررية والمساندة للحركة النسائية ، وهي آراء كان قد عبر عنها على الانترنيت . تلقيت في الصباح الباكر مكالمة من السجن ، وأخبرني فيها خلال دقيقة عن الذي حدث في حين كان الضابط خلفه يطلب منه إغلاق الهاتف .

من حينها وأنا أنتظر . أنتظر خبرا . أنتظر لأجله في أمل أن تتحقق إمكانية إجرائه لمكالمة أخرى . لا أستطيع أن أنام ، لا أستطيع أن أعمل ، لا أستطيع أن أقرأ ، في الحقيقة فقدت القدرة على فعل أي شئ . أنا مشتاقة له ، كثيرا . أحس وكأنني تركت وحيدة بدون نصفي الآخر . حصلت على مساعدة من نشطاء حقوق الإنسان الآخرين ، أعضاء المنظمات الغير الحكومية ، ومن أصدقاء . يدعمني الناس ، وقد وصلتني ليلا بعض الرسائل الإلكترونية الطيبة من أناس يتمنون لي الصمود ، وبعض النوم . لكن انتظاري لا يتوقف .

أنا واثقة من أن كثيرين منكم قرءوا  قبلا عن قضايا مثل هذه . أنا كتبت عنهم من قبل . هذه القصص حركتني دائما وقلبت مزاجي جاعلة مني حزينة . كنت أتمنى لو أساعد . لكن لا شئ من ذلك يشبه إحساسي الآن ، حينما يتعلق الأمر بشخص حاضر بجانبي دائما حتى أنام ، شخص يوقظني كل صباح . أبشع شئ هو هذا الإحساس بالعجز والضعف أمام الظلم ،  أمام قانون البلد ، أمام ضباط الشرطة ، أمام القضاة وأعضاء المحكمة . أحس بأني لا أستطيع التحرك .

ولدت وترعرعت في بلدان حيث حرية التعبير مضمونة وعادية جدا . اعتقدت دائما أنه من السئ عدم الحصول على هذه الحرية ، وأنها تستحق منا  أن نناضل  من أجل حقوق الإنسان . لكنها اللحظة التي أحس بمعناها . لاشئ بعيد . إنه الواقع . أعرف أن أكتركم أيها القراء من تلك البلدان ، وربما تشعرون بهذا كل يوم . لكني في حاجة للقراء الغربيين ليحسوا معي وليتذكروا معي أنه لا يجب النظر إلى هذه الحريات على أنها مضمونة ، ولا يجب على أي أحد أن ينسى المعركة من أجل هذه الحرية في الماضي والحاضر .


ملاحظة : هذا النص مترجم من الإنجليزية ، والنسخة الأصلية منه موجودة على صفحة الفيسبوك الآتية : 

                                                     A girl walking through the Middle East

Black Days
* ترجمة عصام بقسيم 

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014