أحاكي تلك الذنوب المنعكسة عبر جدار الوهم . ويجري طفل النقاء إلى الوحل
ليغسل مشارع الحب . بين برودة جو الصباح ، حيث أدفئ أطرافي بالسهو ، وبين مقاومات
المساء الثقيلة ، حيث أنتفض من دمائي المسكوبة عبري وعبر الزمان . بين زمان كانني
وزمان أكونه . بين دفئ بشرة الأسطورة وبين أمان النقاء المعزول في صفائه . بين
هلوساتي وهلوساتي . بين حياتي ومماتي ، .. أسطر وصية أخرى أهديها لمجلد الوصايا
التي كتب لها أن تخط لتدرج في وحدتها .
أوصيني ، مادمت وصيتي للوحدة التي أتماها بها وفيها ، - أوصيني – بأن لا أنادي على أطيافي كلما اقترب أو حل الليل
بمدينتي ، فليس ينير الدرب غير مصباح يشتعل بالنار . فإن كان لابد لي – أنا – أن أهرب
من إرتعابي ، فانسى هذا الخيال الذي كنته قبل الآن ، وأوقد النار ملتهبة ، ولا
تهتم إلا لتلك المخاوف التي تهرب مع الظلام . سيحترق خشب المدينة ، ستتفحم وجوه
الحجارة ، ولكن النور سيعم غرفة الإنزواء في انتظار سفر جديد.
أوصيني ، مادمت وصيتي للوحدة التي أتماها بها وفيها ، - أوصيني – أن أبقي
على قطبية الأجواء بداخلي ، أن تجف منابع الهوى ، أن أعدم الجدور التي تترك خلف كل
حركة دبدبات لا تسعها بركي الدفينة .
أوصيني ، مادمت وصيتي للوحدة التي أتماها بها وفيها ، - أوصيني – أن أمسح السطور القليلة التي نبتت خلف خطيئتي . أن
أترك المساحة مساحة وكفى . أن يكون اللقاء بعيون نائية وبكف ملوحة بالوداع طيلة
المكان .
أوصيني ، مادمت وصيتي للوحدة التي أتماها بها وفيها ، - أوصيني – أن أحفظ شرارة القرارات المزدانة بالجراح طيلة
اشتعال الروح المغردة هنا بهذا الصدر .
عصام