وصية



أحاكي تلك الذنوب المنعكسة عبر جدار الوهم . ويجري طفل النقاء إلى الوحل ليغسل مشارع الحب . بين برودة جو الصباح ، حيث أدفئ أطرافي بالسهو ، وبين مقاومات المساء الثقيلة ، حيث أنتفض من دمائي المسكوبة عبري وعبر الزمان . بين زمان كانني وزمان أكونه . بين دفئ بشرة الأسطورة وبين أمان النقاء المعزول في صفائه . بين هلوساتي وهلوساتي . بين حياتي ومماتي ، .. أسطر وصية أخرى أهديها لمجلد الوصايا التي كتب لها أن تخط لتدرج في وحدتها .

أوصيني ، مادمت وصيتي للوحدة التي أتماها بها وفيها ، -  أوصيني –  بأن لا أنادي على أطيافي كلما اقترب أو حل الليل بمدينتي ، فليس ينير الدرب غير مصباح يشتعل بالنار . فإن كان لابد لي – أنا – أن أهرب من إرتعابي ، فانسى هذا الخيال الذي كنته قبل الآن ، وأوقد النار ملتهبة ، ولا تهتم إلا لتلك المخاوف التي تهرب مع الظلام . سيحترق خشب المدينة ، ستتفحم وجوه الحجارة ، ولكن النور سيعم غرفة الإنزواء في انتظار سفر جديد.

أوصيني ، مادمت وصيتي للوحدة التي أتماها بها وفيها ، -  أوصيني –   أن أبقي على قطبية الأجواء بداخلي ، أن تجف منابع الهوى ، أن أعدم الجدور التي تترك خلف كل حركة دبدبات لا تسعها بركي الدفينة .

أوصيني ، مادمت وصيتي للوحدة التي أتماها بها وفيها ، -  أوصيني –    أن أمسح السطور القليلة التي نبتت خلف خطيئتي . أن أترك المساحة مساحة وكفى . أن يكون اللقاء بعيون نائية وبكف ملوحة بالوداع طيلة المكان .

أوصيني ، مادمت وصيتي للوحدة التي أتماها بها وفيها ، -  أوصيني –  أن أحفظ شرارة القرارات المزدانة بالجراح طيلة اشتعال الروح المغردة هنا بهذا الصدر . 

                                                                                              عصام

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014