هذه الرواية كالحلم تعبر به الى عوالم الداخل الانسانية تساؤلات عظيمة طِرحت عن ... المصير...الاختيار... المسؤلية …. الحمل "ثقيله وخفيفه"...حاله من الافكار الوجودية مع خلفية سياسية اقتصادية ذات ايقاع انساني يعرج على الثقافة والحضارة والإيمان والفن.... رصد داخلي لذات الإنسان رجل أو امرأة ..تسمع حوارات داخلية تجزع من واقعيتها ،الرسم التفصيلي والتحليلي لواقع الروح والجسد وتاريخها ،تصطدم معها ضد النظام .... وتؤلبك على حالة الإستسلام للأفكار الموروثة ...تسألك وتسأل معك عن ماهية المصير .. اشكالية الوجود ... كارثية الواقع .... تفاهة التمسك عذراً بالبداهة ،تسأولات عن ذلك الثقل او تلك الخفة ؟ هل الخفة التي لاتُحتمل ايجابية ام سلبية في واقعها
ميلان ابهرني في هذه الرواية، لقدرته العجيبة في اسماعنا فلسفة مليئة بالأسئلة ، توقفت كثيرا عند القسم الثالث حين اورد معجمً صغير للكلمات الغير مفهومة مثل : امرأة، الموسيقى ،الضوء والظلمة، المواكب ، جمال نيويورك ، المقبرة ، القوة ، العيش في الحقيقة
"عن الشخصيات "
كنت اتوقف احيانا لأ تعاطف مع تيريزا فلم استطيع ، كيف لمرأة ان تتحمل الخيانة ؟؟ تساؤل ظل يراودني كثيرا في الرواية، أعتقد ان خيانات توماس ليست فقط عرضية بل نزعة داخلية اصيلة ، اكتوت هي بنارها طوال حياتها .لا فكاك ان تحملها ماكان الا نتيجة اتكالها على فكرة ان لا أحد لها بعده.
تعاطفت حقيقة مع فرانز ، أعتقد انه متورط وضحية "لأفكاره النبيلة "دائماً
"بعض الاقتباسات التي أعجبتني "
مرة ليست في الحسبان ، مرة هي أبدا،ألا تستطيع إلا حياة واحدة كأنك لم تعيش البتة.
----------------------
كانت غير قادرة على إغماض جفن طيلة الليل. أما بين ذراعيه فكانت تغفو دائماً مهما تكن درجة اضطرابها. كان يروي من أجلها بصوت خافت قصصا يبتدعها أو ترهات وكلمات مضحكة يعيدها بلهجة رتيبة. كانت هذه الكلمات تتحول في مخيلتها إلى روئ مشوشة تأخذ بيدها إلى الحلم الأول .كان يملك تأثيرا خارقا على إغفائها وكانت تغفو في الدقيقة التي يقرر هو أن ينتقيها.
----------------------
لاشأن إلا لماهو ضروري، ولا قيمة إلا لما له وزن
----------------------
في اعتقادنا جميعا أنه لا يعقل لحب حياتنا أن يكون شيئا ما خفيفا دون وزن . كلنا نتصور أن حبنا هو قدرنا ,وإن حياتنا من دونه لن تعود حياتنا. كما وأننا نقنع أنفسنا بأن بيتهوفين شخصيا بجبينه المقطب وشعره الآشعث ، يعزف من أجل حبنا الكبير لحن : ليس من من ذلك بد
----------------------
لا توجد أية وسيلة لنتحقق أي قرار هو الصحيح، لأنه لا سبيل لأية مقارنة. كل شيء نعيه دفعة واحدة، مرة أولى و دون تحضير
----------------------
ولكنها فهمت فيما بعد أن كلمة"امرأة" التي تلفظها بفصاحة مميزة لم تكن تعبر بالنسبة له عن صفة تميز أحد جنسي الصنف البشري، وإنما كانت تمثل"قيمة".إذ ليست كل النساء جديرات بأن يدعين "نساء".
----------------------
الرؤية يحدها حدان : الضوء الباهر الذي يعمي البصر والظلمة التامة. ربما من هنا مصدر كرهها لكل تطرف.فالحدود القصوى ترسم الفاصل الذي تختفي من بعده الحياة.ثم وأن الشغف بالتطرف سواء في الفن أو في السياسة رغبة مقنعة في الموت
----------------------
الحياة التي تعاش فوق السلم العظيم للخطر والشجاعة والموت المهدد .كانت سابينا تعيد له الثقة بعظمة المصير الانساني
----------------------
حين يتكلم القلب لايعود لائقاً أن يصدر العقل اعتراضات .
----------------------
اذا كنت اقول ديكتاتورية فاني اقصد بذلك ان كل مايطعن ب "الكيتش" ملغى من الحياة: كل اظهار للفردية،(لأن اي نشاز هو بصقة في وجة الاخوة الباسمة) وكل شك (لأن من يبدأ بالشك في التفاصيل الصغيرة يتوصل في نهاية المطاف لان يشك في الحياة بحد ذاتها ) كذلك السخرية (لان كل شىئ في مملكة الكيتش يؤخذ محمل الجد )
----------------------
ان يكن المرء جراحا ،فمعنى ذلك ان يشترط ظاهر الاشياء ليرى ماالذي يختبي داخلها . ربما هذه الرغبة هي التي حدت بتوماس للذهاب لروية ماوراء الذي ليس له بد، وبكلمة اخرى ، للذهاب لرؤية ماذا يبقى من الحياة حين يتخلى الانسان عن كل ما كان اعتبره حتى الان رسالته.
----------------------
الحب يبدء في اللحظة التي تسجل فيها امرأة دخولها في ذاكرتنا الشعرية من خلال عبارة
----------------------
الحياة الانسانية لا تحدث الا مرة واحدة ولن يكون في وسعنا ابدا ان نتحقق اي قرار هو الجيد واي قرار هو السيء ،لاننا في كل الحالات لايمكننا الا ان نقرر مرة واحدة.لانه لم تعط لنا حياة ثانية او ثالثة او رابعة حتى نستطيع ان نقارن بين قرارت مختلفة .
----------------------
وحدها الأسئلة الساذجة هي الأسئلة الهامة فعلا.تلك الأسئلة التي تبقى دون جواب. ان سؤالا دون جواب حاجز لطرقات بعده.وبطريقة اخرى : الاسئلة التي تبقى دون جواب هي التي تشير الى حدود الامكانات الانسانية وهي التي ترسم حدود وجودنا.
----------------------
اللحظة التي يولد الحب فيها : حين لا تستطيع المرأة أن تقاوم الصوت الذي ينادي روحها المذعورة ، والرجل الذي لايستطيع ان يقاوم المرأة التي تصير روحها منتبهة لصوته .
----------------------
لكي نتحاشى العذاب نلجأ في أكثر الأحيان إلى المستقبل.فنتصور أن ثمة فاصلا ما على حلبة الزمن يتوقف بعد العذاب الحالي عن أن يكون موجودا.
----------------------
علاقات الحب مثل الامبراطوريات ، ما ان يختفي المبدأ الذي بنيت على اساسه حتى تختفي معه ايضاً.
----------------------
النهر يجري عبر القرون وقصص الناس لاتنفك تحدث على ضفافه، ولكنها ما ان تحدث لتنسى في الغد والنهر لايتوقف عن الجريان .
----------------------
الانظمة المجرمة لم ينشئها اناس مجرمون وانما اناس متحمسون ومقتنعون بانهم وجدوا الطريق الوحيد الذي يؤدي الى الجنة.فاخذوا يدافعون ببسالة عن هذا الطريق ومن اجل هذا قاموا باعدام الكثيرين ثم فيما بعد اصبح جليا و واضحا اكثر من النهار ان الجنة ليست موجودة وان المتحمسين كانوا اذا مجرد سفاحين.
----------------------
هل كان يعير هولاء الناس اهمية الى هذا الحد ؟اطلاقا.فهو لم يكن يبالي بامرهم وكان ياخذ على نفسه انه سمح لنظراتهم بان تشوش على افكاره .فهل يمكن لمن كان لايقيم اي اعتبار للاخرين ان يجعل مصيره مرتبطا الى حد بعيد بحكمهم عليه ؟
----------------------
الحب هو تلك الرغبة في ايجاد النصف الاخر المفقود من انفسنا.
----------------------
إنّ ألمنا الشخصي ليس أثقل من الألم الذي نعانيه مع الآخر و من أجل الآخر و في مكان الآخر , ألم يضاعفه الخيال و ترجّعه مئات الأصداء ..
----------------------
لم تكن تملك في مواجهة عالم التفاهة الذي يحيط بها إلا سلاحًا واحدًا : الكتب التي تستعيرها من مكتبة البلدية وخصوصًا الروايات كانت تقرأ أكداسًا منها ... كانت هذه الروايات تمنحها فرصة للهروب الخيالي و تقتلعها من حياة لم تكن تمنحها أي احساس بالرضى .
----------------------
من يبغي "الارتقاء " باستمرار , عليه أن يستعد يومًا للإصابة بالدوار . و لكن ماهو الدوار ؟
أهو خوف من السقوط ، و لكن لماذا نُصاب بالدوار على شرفة السطح حتى لو كانت مزوّدة بدرابزين متين ؟
ذلك أن الدوار شيء مختلف عن الخوف من السقوط . إنّه صوت الفراغ ينادينا من الأسفل فيجذبنا و يفتننا . إنه الرغبة في السقوط التي نقاومها فيما بعد فُنصاب بالذعر !
----------------------
أفلا تُقاس أهمية حدث وكثرة معانيه بارتباطه بأكبر عدد ممكن من الصدف ؟
وحدها الصدفة يمكن أن تكون ذات مغزى .. فما يحدث بالضرورة , ماهو متوقع و يتكرر يوميًا يبقى شيئًا أبكم وحدها الصدفة ناطقة .
----------------------
للصدفة وحدها هذا السحر , لا الضرورة .. وكي يكون حبنا غير قابل للنسيان , يجب أن تجتمع الصدف من اللحظة الأولى مثلما اجتمعت العصافير فوق كتفي القديس فرنسيس الأسيزي ..
----------------------
إن حياتنا اليومية مفخخة بالصدف وتحديدًا باللقاءات العرضية بين الناس و الأحداث , أي ما نسميه المصادفات : و المصادفة هي لحظة يقع حدثان غير متوقعين في الوقت نفسه .... في أغلب الأحيان تمر مصادفات كثيرة دون أن نلاحظها اطلاقًا ... لكن الحب المُبرعم عزّز في داخلها الشعور بالجمال و هي أبدًا لن تنسى هذه الموسيقى و في كل مرة ستسمعها ستنفعل و سيكون كل ما يحدث حواليها في هذه اللحظة محاطًا بهالة هذه الموسيقى , و جميلًا .
" عيوب في الرواية ”
قفز شخصية مثل شخصية فرانز الى الاحداث بدون تمهيد ، وكشفه لنهاية حياة اثنين" من أهم الشخصيات في منتصف الاحداث، لم يجعلك ننتظر للنهاية ..فجأة يصطدمك!!!،ومن ثم استشهاده بعملين ادبيين ...بعض القراء مثلي لم يقرؤها من قبل مثل " اوديب ، وآنا كارينا " انا شخصيا لم اقرأها فاذا كان هناك اسقاط معين لاختيارهما فآنا جازمة انه لم يصلني ،للأسف، اكيد لجهلي
"هل انصح بها "
نعم ، محبي الفلسفة، محبي الروايات ذات الابعاد "النفسية"العميقة. مع الأخذ في الاعتباران الرواية لها بعض الاسقاطات السياسة للفكر الشيوعي
رابط التحميل : كائن لا تحتمل خفته
قراءة ممتعة
للأمانة وصف منقول