ميثولوجيا المرأة الشريرة في الاساطير القديمة / دعاء البياتي


لقد صورت الأساطير المرأة بصورة متكرره على انها كائن يسبب الدمار والخراب ويعيث فسادا اينما حل و وجد !! كما ابدعوا في خلق كائنات غريبة ومخيفة تشبة النساء واطلقو عليها تسميات مختلفة لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الأساطير المنصفة للأنوثة والتي صورت المرأة بصورة الهه كما في اسطورة عشتار الهه الخصب والجمال ,, لكننا في هذا المقال سنتطرق الى ايدولوجية الشر المرتبط بالمرأة في ثقافات الأمم السحيقة .

الأن نأتي الى قرأة في بعض الأساطير القديمة :


نجد في الأسطورة اليونانية (( المرأة الأفعى )) مثالا واضحا على تصوير المرأة كمخلوق شيطاني يقتل ويسفك الدماء وليس هذا فقط فهذة المخلوقة الشنيعة تقتات على ضحاياها من الرجال والأطفال حيث تمتص دمائها لأخر قطرة ثم تتركهم ليموتوا ببطىء شديد.

ولا تختلف اسطورة (( باندورا)) التي اعطيت وعاءا مغلقا لتحملة واشترط عليها ان لا تقوم بفتحة لأن بفتحة ستموت البشرية لكن باندورا كانت فضولية فغلب الفضول عقلها ولم تهتم بالكوارث المريعة التي ستصيب البشرية !! فقامت وفتحت الوعاء ليخرج منة امراض فتكت بكل البشر , ولم يبق في الوعاء غير الأمل فكانت بذلك سبباً في تبديد الخير وانتشار جميع الآثام والشرور ,, فهذة الأسطورة بكل بساطة وصفت المرأة بأنها ضعيفة العقل لا تتحمل المسؤولية وهي السبب الرئيس في دمار البشرية !!!

نأتي الأن الى اسطورة جديدة وهي اسطورة (( النداهه ))
من الأساطير الريفية المصرية , حيث يزعم الفلاحون أنها امرأة جميلة جدا
وغريبة تظهر في الليالي الظلماء في الحقول لتنادي باسم شخص معين
فيقوم هذا الشخص مسحورا ويتبع النداء إلى أن يصل إليها ثم يجدونه ميتا
في اليوم التالي.

هم في هذة الأسطورة يصورون جمال المرأة لعنة وكل من يركض خلف هذا الجمال ستحل بة الكوارث المميتة .

هذا وتوجد الكثير من الأساطير التي تصور المرأة بهيئة شيطانية مخيفة لكن الذي يهمنا من هذا الموضوع هو ان المرأة منذ فجر التأريخ كانت تعتبر رمزا للشر كما في بعض المواقع الاخرى تمثل الالهه والخير .. لكن قالب الشر كان هو المسيطر على مثل هذة الأساطير !! فالغولة (( الوحش المخيف الذي يرعب الأطفال)) كانت انثى وكذلك جنية الأسنان والساحرة التي تخدع الأطفال وتغريهم بكوخ من حلوى لتقبض عليهم وتضعهم في قدرها لتطبخهم بعد ذلك وتأكلهم !! كلهم كانوا نساءا !!

يبدو بأن جهل الرجل بطبيعة ونفسية المرأة جعل من المرأة تتأرجح بين كفتين للتفسير المثولوجي كفة الخير وكفة الشر لكن كفة الشر كانت هي الغالبة ,, وحسب رأيي ومنظوري الشخصي أن المجتمعات الذكورية هي التي كانت تصنف المرأة في خانة الشر المطلق على عكس المجتمعات الأنثوية (( التي حكمت بواسطة نساء )) كانت تمثل المرأة كرمز والهه للخير والعطاء والخصب والجمال (( عشتار وسميرميس )) عند حضارة الرافديين و كذلك كرمت الحضارة الفرعونية المرأة وكانت المراة تشارك الرجل في كل نواحي حياتة ... و نجد (( اثينا الهه الحكمة والحرب و افروديت الهه الجمال عند الأغريق )) على الرغم من ان المراة في الحضارة اليونانية الأغريقية مرت بعدة مراحل من عبودية الرجل الا اننا نجد في اسبارطة التي اختلفت عن باقي المدن الأغريقية في أنها انصفت المراة ور فعت من شئنها .. نأتي الى خلاصة مفادها أن اساس الاساطير التي تصور المرأة يعتمد اساسا على مدى ثقافة و وعي وتقاليد واعراف هذة المجتمعات لكن بصورة عامة نجد المجتمعات الذكورية تصنف المرأة دائما في خانة الشر على عكس المجتمعات المنفتحة والواعية والتي كانت تحكم من قبل نساء .

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014