موجز صغير للمقالة " القرآن" (Welch, A.T.; Paret, R.; Pearson, J.D.), في موسوعة الإسلام ، الطبعة الثانية
توفي محمد سنة 632 ولم يخلف نسخة مكتوبة كاملة من القرآن ( وهو ما يتفق عليه العلماء الغربيون والمسلمون ) . العالم المسلم التقليدي لا يرى أي إشكال في هذه الحقيقة ، لأنه واستنادا إلى نظرتهم فالقرآن قد حفظ شفهيا بشكل مثالي منذ البداية وكتب خلال حياة محمد أو بعدها بقليل .تخبرنا القصة المشهورة لبخاري بأن عمر بن الخطاب كان قلقا إذ أن كثيرا من الحافظين للقرآن قد لقوا حذفهم في معركة اليمامة ، فأقنع الخليفة الأول أبو بكر لجمع نسخة مكتوبة كاملة من القرآن . تردد أبو بكر في البداية عن فعل " شئ لم يفعله الرسول " لكنه وافق في الأخير .
إذا ألقينا نظرة على كل مجموعات الحديث بغض النظر عن تلك الخاصة ببخاري ، نجد غالبا المعلومات متضاربة . في الحقيقة كل واحد من الخلفاء الأربعة أرجع فضل السبق في جمع القرآن لنفسه .
يذهب رأي عام إلى أن الخليفة الثالث عثمان اعتمد آخر نص صحيح خلال النصف الأخير من حكمه ( ما يقرب من عشرين سنة عن وفاة محمد ) وأمر بإزالة كل النسخ الأخرى . رفض بعض الحفظة من مثل ابن مصعب و أبو موسى حرق نسخهم ، بينما آخرون ( مثل الصحابي أبي بن كعب وآخرين ) الذين عرفوا من المصادر التاريخية بحفظهم لنسخ متنوعة ( المتضمنة لسورتين إضافيتين ) فقد أحرقوا نسخهم .
كتبت نسخة عثمان العائدة إلى القرن الأول من الإسلام بما يعرف ب " scriptio defectiva " والتي تعني أنها كتبت وفقط بالحروف الساكنة . يعطى غالبا نفس الشكل لحرفين أو أكثر من الحروف الشكلية ، لأن النقاط التمييزية لم تكن تكتب ( مثال : ز هي ر ، أو ح هي خ وهي ج ) . ليس غياب النقاط التمييزية هي الإشكال الوحيد بل كذلك النطق . الصوت قد يغير مصطلح أو المعنى في جملة كاملة . كذلك خواتم الآيات لم تكن ملحوظة ، إذا لم يكن واضحا بشكل دائم مبتدأ الآية من منتهاها . كتب العلماء المسلمون في القرون الأربعة الأولى عن " اختلافات المصاحف " وعمل ابن أبي داوود ( توفي 928 ، ابن لأشهر المتمسكين بالتقاليد ) على تعداد ألوف القراءات المختلفة للقرآن .
في نفس الوقت ( القرن العاشر ) واحد من أهم الإصلاحات للقرآن على يد أبو بكر ب.مجاهد ( توفي 936 ) الذي أراد تخفيض عدد القراءات المقبولة . اختار سبعة من أشهر مدرسي القرآن في القرن الثامن وأعلن قراءاتهم بأنها الصحيحة . اعتبرت القراءات السبع رسمية من سنة 934 .
تستعمل اليوم بشكل عام قراءتان فقط ، وفي سنة 1924 نشرت مصر نسخة نموذجية بقراءة واحدة ، والتي ينظر إليها على أنها أحسن واحدة وأيسرها ، رغم أنها مستندة على تقليد شفاهي وعلى قراءة أدبية متأخرة وليست دائما متسقة مع القراءات الأقدم والمصادر الأصح .
عموما لم يبدي العلماء المسلمون غير القليل من الاهتمام بإعادة بناء تاريخ القرآن .
مقالة عن A girl walking through the Middle East
ترجمة عصام بقسيم