يستعرض الدكتور يوسف زيدان،
"دوامات التدين"، قائلاً: "بدايةً ، فإن معنى الدين يختلف بطبيعة
الحال عن مفاهيم التدَيُّن. فالدينُ أصل إلهيٌّ والتدَيُّن تنوع إنساني، الدين
جوهر الاعتقاد والتدين هو نتاج الاجتهاد. و مع أن الأديان كلها، تدعو إلى القيم
العليا التي نادت بها الفلسفة (الحق، الخير، الجمال) فإن أنماط التدين أخذت بناصية
الناس إلى نواحٍ متباعدة ومصائر متناقضة، منها ما يوافق الجوهر
الإلهي للدين و يتسامى بالإنسان إلى سماوات رحيبة، ومنها ما يسلب هذا الجوهر
العلوي معانيه و يسطح غاياته حتى تصير مظهرًا شكلانيًّا ، و منها ما يجعل من الدين
وسيلة إلى ما هو نقيض له.
فصولُ هذا الكتاب، و إن كانت تستعرض في الأساس خبرات «التدين» عبر خبرات
مختلفة ، إلا أنها تسعى من وراء ذلك إلى استكشاف الآثار العميقة، شديدة الأثر،
التي قد تأخذنا إليها التجارب التطبيقية لمفهوم «الإيمان» والاتجار به ، فتُدير
الرؤوس وتبدد فرص النجاة من الغرق، مثلما تفعل الدوامات والأعاصير و الريح الصرصر
العاتية."
هنا تحميل كتاب دوامات التدين