نشر خلال هذا
الأسبوع المجلس العلمي الأعلى بالمغرب
مجموعة فتاوى 2004-2012 . وكانت ضمنها فتوى تدعو لقتل المرتد عن دينه . يعد المجلس
العلمي الأعلى المؤسسة الوحيدة في المغرب التي تصدر الفتوى ، وهي ممثلة الإسلام
الرسمي في البلد . وكانت قد نشرت هذه الفتوى يوم 16 أبريل على صفحات الجريدة
اليومية " أخبار اليوم " حيث أفتى العلماء بأن أي مسلم يرتد عن دينه يجب
أن يحكم عليه بالموت .
لم يحظر ( يحرم )
القانون الجنائي المغربي صراحة الردة ،
والفصل الثالث من الدستور يضمن حرية المعتقد ، رغم أن القانون كذلك ينصص على أن كل من يحاول زعزعة عقيدة مسلم أو تحوليه إلى ديانة
أخرى ، يعاقب بستة أشهر إلى ثلاث سنوات سجنا ، وغرامة ما بين 100 و 500 درهم * عد إلى الفصل 220 من القانون الجنائي * .
ويبقى المغرب حالة
مميزة إذا أردت الحديث عن العلمانية في الدستور . حيث ينظر إلى الملك المغربي على
أنه سليل مباشر من البيت النبوي ، وهذا ما يعطيه شرعية مزدوجة كرئيس للدولة في
الدستور وكقائد ديني .
... نظرة سريعة
إلى القانون الإسلامي : المغرب يتبنى المذهب المالكي . ولأنني أتعامل كثيرا مع هذا
الموضوع في أوراقي ، أود أن أعرض عليكم بعض التلميحات ( الآن أكتب عن التعددية القانونية في القانون الإسلامي
عبر التاريخ ، والتعددية القانونية تعني تطبيق أكثر من قانون ) . يجب أن نلقي نظرة
سريعة على مصادر وتاريخ القانون – وهو أمر معقد بعض الشئ ، لكني أود أن أطلعكم
قليلا على الأمر . المشكلة هي في أن الشريعة لم تسمح بالردة . بمجرد أن تولد مسلما
، يجب أن تظل مسلما ، حتى لو أردت أن تتحول إلى البوذية / أو أي ديانة أخرى ، أو
كما كما نرى ، أن تعلن نفسك ملحدا .
من الواضح أن
الإسلام عرف مند قرنه الأول تطبيق قوانين مختلفة . وهي الحالة حينما يختار المسلم
القاضي الذي يود أن يحتكم إليه . وهو ما يعرف اليوم بــ" forum
shopping " ، حينما تختار النظام
القضائي الذي يرضيك أكثر في بعض الحالات . كل قاض كان يتبع واحدة من المدارس
القانونية الإسلامية المختلفة ( الحنفية ،
الشافعية ، الحنبلية ، والمالكية ) . وتبقى الاختلافات بين هذه المدارس القانونية
الإسلامية صغيرة رغم الاختلافات المذهبية . لهذا إذا احتاج شخص إلى قاض كان ينهج الحكم
المالكي ورأى أن له امتيازا في بعض الحالات عند القانون الحنفي ، فهو يستطيع أن
يختار المحكمة الحنفية .
في بعض الحالات قد
يحمل الاختيار معنى اختيار بين الحياة والموت : للوهلة الأولى يعد اختيار مغادرة
الإسلام رديفا لعقوبة الموت . عادة تمنح الفرصة للشخص المتهم بالتجديف فرصة العدول
والرجوع إلى الإسلام . المدارس ، الحنبلية والشافعية والحنفية تطلب من القضاة حفظ
حياة المهر طق الذي يقرر العودة إلى الإسلام . وعلى العكس فإن القانون المالكي
يدعو إلى الإعدام ، بغض النظر عن التوبة .
عرف القانون في
الدول الإسلامية بشكل عام التحديث
والتدوين ، ولكن وعلى غرار كل البلاد الإسلامية ( أي البلدان ذات الأغلبية المسلمة
مع استثناء تركيا ) تعترف بالشريعة كمصدر
للتشريع أو كقانون للبلد ، وهي اليوم نفس
المشكلة التي واجهت زنادقة أمس . الإلحاد يعاقب بالموت ( في الدستور وفي الممارسة
، قطع الرؤوس على سبيل المثال في السعودية وأفغانستان ، الصومال ، والسودان ) وفي
بلدان أخرى بالحبس أو التعذيب الجسدي ( كما هي الحالة في الدستور المغربي ) .
ورغم أن الفتوى لا
تلزم الدستور المغربي في شئ ، إلا أن الواحد منا لا يمكنه أن يقلل من التأثير
النفسي لمثل هذه المراسيم الرسمية . أنتظر رد فعل منظمات حقوق الإنسان العالمية ،
وأتمنى أن يطلع بعض الناس على الأخبار حتى يدركوا نتائج هذا الإعلان الرسمي خلال
هذا الأسبوع .
للإطلاع على مزيد
من المعلومات :
ترجمة عصام بقسيم
النص الأصلي عن a girl walkin through the
middel east