صدى ..


     نقول بأننا نحب الحقائق والصراحة العارية من كل تكلف ، لكن الإيمان يكاد يكون نقيض القول ، فما على الألسن وحال الأجساد هو تكلف عظيم لإخفاء النقيض . عند حدود الألم الذي نستكشفه ندرك مدى المحبة والارتباط العاطفي والعقلي الذي نكنه للوهم أو الزيف.
عشنا الزيف واختبرنا فيه إحساسا مجهولا يلبس الفصول وينسب نفسه في الأصل الى الرضي . وفي لحظات الترحال النفسي بين خريف وربيع ، صيف وشتاء ، عقدنا العزم على أن هناك أصلا لكل شئ وحقيقة صافية هي المرسى  الموعود حيث تموت هشاشة الشكل والإدعاء .
هل أحب الحقيقة والصراحة العارية أم أن غرامي في الزيف والاصطناع ؟
إجابتي تكون مجرد ملاحظة لحال الجسد والنفس غربة واغترابا مع كل تجريب ، فليست لي أحاسيس مرتبة حتى أقول جازما بأني من هذا المنصب أو ذاك .
إن زمنا طويلا من الاختباء ومن ملئ الفراغات بالخطب ، من ترك المساحات للصمت ،.. خلفا في حلق ذاكرتي نوعا من الصدمة التي ارتبطت بفكرة أن الأزلية ممكنة لنوع معين من الأحاسيس ، وأن حرق العمر بالألم في انتظار صفاء الربيع بعد مطر يجئ ليمسح الملوحة عن الوجنتين  هو عذاب مقيم وإن أفضى إليك من حين لآخر بقبلة استراحة تليها معركة أعظم .
إن بوابة الفلسفة الأخرى المؤمنة بعرض الأشياء باسمها الجاف – فإن كان الحب حبا بدا على الوجه بعد القلب مباشرة أو بموازاته ، وإن كان الكره كرها اشتعلت شرارته عيانا – إنها ( بوابة الصراحة ) أفضت منذ الأول بالحقيقة فتراكمت قبالتك أكوام الأحزان المؤجلة عارية بادية لكل عيان ، أتستعين مرة أخرى بالأمل في معركة الحقائق الشرسة كما استعنت بها في وغى النفاق المتبدي شرسا عدوا تم مسالما في نفاق وصديقا ؟؟
الجواب ، لا أعرف ..
الحقيقة مؤلمة ، من يحب الألم ؟ !  من يختاره؟  
                                                                                                                                  عصام

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014