.... تبدو الحياة للوهلة الأولى كصبيب من الصراخ وكزحام كبير حيث حقيقة الجميع في الجميع ، والقناعات والتراهات هي حديثنا الطويل المسموع . قبل أن تنتبه في لحظة انقراض تزاولها ويزاولها الجميع ، أن هناك حقيقة أخرى ، هامشية حتى الآن لكن عميقة كل آن .
انتبهت أني أمتلك دائرة بيضاء لا تخطو إليها نعال الزاعقين وحتى الصامتين ، بيضاء فارغة من بصمات الحياة وهي ممتلئة بها ، يعلوها انعدام كالذي يخلفه الموت ، ولكن تستعصي رغم ذلك على أن تكون لاشئ .
مساحة تكون سجنا وتحررا في نفس الوقت ، وتحمل من كل التجارب بهارات تمزجها لتلغي من ذاكرتك ذاك الفصل بين مذاق ومذاق . الإستلقاء والصمت فيها جهاد تلاعب بالحس فكان استفهامه فاغر الفاه .
أحب هذه المساحة وأكرهها في نفس الوهلة وبداخل نفس الإناء ، وهو ما لا أستطيعه مع الشق القديم لفهم الحياة ، حيث يتنافر بداخلي الكره والحب فأكون مجبرا على الخيار ما بين هذا وذاك .
تمارس الدائرة البيضاء حيادا قاتما قاتلا وحقيقيا ، فلا تبادرك بكلام ولا تصحح عباراتك ولا ترد على تساؤلاتك ، وهذا أول درس تتلقاه في حظرتها إذ تستلقي على ظهرك وتعلق عيناك بمساحة مفتوحة على البياض ، تطرح السؤال وقد حان طرحه لتجيب بلغة العيون اجابة تلتحف صنوفا من أوصاف ...
عصام