موسم همس





     لا زالت التجربة تنضح بداخلي ، لم تعرف بعد الطريق إلى السكون . لذا فإن هذه الخطوط هذيان طبيعي جدا لما يخلفه مد وجزر مستمر لبركة لم يغادرها حتى الآن ذاك التحول الذي عرفته الأرض لتكون على ما هي الآن.  وقفت على حافة لا مناص منها لأصافح ترسانة الحقائق الرائعة والمرعبة ، لأستبين وجهة الريح التي يخفق بها علم الهيجان والسكون والاستسلام  ، لأتذوق تلك الكلمة الحادة المغردة منذ الأزل في سماء هذا العالم . 

كما أعددت حقيبة ملابسي المرتبكة  لانعدام  آخر  ، كومت قطع الرسائل التي لم يقرأها النهار والتي استبد بها الليل ، وارتكبت جريمة قديمة في محاولة أخرى للمحاولة . وفي تلك اللحظة مر الجميع بدائرة استبدادي ، لكن مرورا واحدا علقني خارج الشجاعة وسقاني من كأس الحياة ذاك الشئ الذي يجعلك تنتبه إلى أنك الآن في بوتقة  الحياة وقاعها . هذا المرور كان صوتا طريا ، شفافا ، دافئا وماطرا .. وامتزج حر الجو مع حرائق دفينة ، فتصبب عرق الجبين وعرق الفؤاد ، واستسلم الجسد للإنهاك فتسجى ينتظر البعث .

تسلمني يد صيف ليد صيف آخر في أمانة تامة ، وبكل محطات التسليم والتسلم توجد الشواهد على حكي أكون جزءا شهيا منه ، لكن آخر محطتين جمعتا كل شئ وركزتا قوته داخل إحساس واحد . 

هذه كانت المحاولة الأخرى والأخيرة قياسا بما كان لأتملص من ذاك الحكي . 

فماذا حدث ؟ متى تستقر مياه القاع والسطح وتندثر كثافة الغيوم التي خلفها حديث قيل ولم يختم ، حتى أستطيع أن أرفع قبعة الهذيان عن رأس التأملات ؟ 

                                                                                    عصام

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014