حزمة من الأحلام في يده ، صفراء من فرط الزمن الهارب بها منها . يسند الكرسي الخشبي قامة مطوية غائبة غائمة . يسترد الثغر أنفاسا ضائعة ، يرتفع الصدر وينخفض .
بين مسافة ومسافة مسافة أطول ، تندر البسمة بقطرة مطر . يعاكس الهواء صوته ، فيصل مقطعا إلى أوراق الشجر القابعة في حجرة قديمة ، داخل أضلاعه .
تبحث عنه الخطيئة في كل مكان ، في الأزقة الضيقة ، في الشوارع والساحات ، في الزمن ، في صمته ، في التواءه ... تجده جسدا مركونا على حائط الصباح ، وجها لوجه مع الشعاع . تخاطبه ، يحك أدنه ليبعث فيها الحرارة ، يسمع الهدوء الموحش . هذا الرداء الأسود ارتفع عنه ، طاردته الريح الشديدة .
يستلطف هذا اللون ، فيتجرد من تقل المعدن المحاصر لمسامات جسمه الملتهب . يهرول ، يهرول ، تهرول خلفه النقاط . يستنشق خلف المساء قبضاته ، ويلقي الكيان على مساحة أدركها الحنين . يتدلى الجسد في الماء انخفاضا و ارتفاعا ..
تلاحق الأصابع فتات أحلام على طاولة الهروب ، تدسها في الجيب الضيق لمكان متآكل . تمسح القبضة عن الجبهة عرق اللاشئ ، ترتعد الوقفة وتسقط الحقيبة أرضا لارتباك قديم ، يعاود الجندي مسيره مستلطفا الارتعاد ، متذكرا فروق الفصول في الأصول .
في مجاهل الحضور تستوي القامة ، تنفرد الرئة علما مرحبا بهواء الرحيل . تحاول الأظافر أن تجرح بشدة ، أن تحفر مثبتات لها على الأرض لتحكم بالمكان على الزمان ، لكنه يمتد ويمتد ويرميه في ساحة الكولوسيوم لينتصر المنتصر ويهزم المنهزم على العادة المعروفة .
عصام