إن النهج العلمي يعتمد على تطبيق اعم قوانين تطور الطبيعة و المجتمع و التفكير في
مجال المعرفة, و تقدم المادية الدياليكتيكية, موضوع معرفة هذه القوانين, و هي نظرة
إلى العالم و طريقة للمعرفة و الممارسة, وهي تعطي علماء كافة مجالات العلم نظرية
متكاملة و علمية للتفسير, و منهج للبحث.
إن الفصل, أو محاولة الفصل بين العلوم و الفلسفة يعني في هذا الحال أن يقوم
العلماء بعملهم في معرفة الواقع على نحو غير ممنهج, و يعني أيضا وضعهم في حالة
تجعلهم يبحثوا المواضيع التي تم بحثها سابقا, و بدون السير على خطى تجارب تاريخ
الفكر الإنساني كله.
إن المنهج (الوضعي) في الفلسفة, الوضعية و الوضعية الجديدة المنتشرة في الفلسفة
البرجوازية منذ القرن التاسع عشر يزعم أن العلم لا يحتاج إلى أي فلسفة.
و لكن الوضعيين ينفون الفلسفة نظريا فقط, و هم فعليا يدعون إلى فلسفة غير علمية
تجعل من الدراسة و الممارسة العلمية مجرد مجموعة من المشاعر, و يصل الوضعيون إلى
نفي إمكانية معرفة العالم الموضوعي, الفلسفة المثالية (اللادرية).
يجب الحديث هنا عن انه لا يمكن لأي علم أن يتطور بدون الاعتقاد بإمكانية البشر أن
يعرفوا قوانين الواقع.
اثر الوضعيون على الكثير من علماء الطبيعة حيث امتنعوا أن تكون الفلسفة منهجا
لدراستهم, و هذا مستحيل فعليا, فلا يجب في العلم حجز النظرية و تجريدها من علاقتها
بالعالم, إن أي عالم لا يمكنه في سياق نشاطه العلمي أن يتجنب النظرة إلى العالم, و
يتحدد نشاطه ونتائجه في الغالب, بما هي الفلسفة التي يتبعها هذا العالم أو ذاك؟ هل
هي الفلسفة المثالية؟ أم الفلسفة المادية الدياليكتيكية؟
و مثل العالم البيولوجي (ويليس) حيث امن بوجود الأرواح الشريرة, و أيضا الكثير من
الباحثين في مجال ما يسمى ب (الباراسيكولوجي), و من أبرزهم الفيلسوف (ماكس ديسوار)
حيث وقعوا ضحية الخرافات, و كما قال فريدريك انجلز بأن فصل أو محاولة فصل العلم عن
الفلسفة تنقل الموضوع من علم الطبيعة, إلى الصوفية.
إن فلسفة المادية الدياليكتيكية تعطي نظرة موحدة للعالم و تكون منهج كامل للبحث, و
تمكن العلماء من النظر الى كل موضوع بشكل اشمل و بالنتيجة الوصول إلى نتائج أكثر
كمالا و اقترابا من الصواب.