غريزة أمومة


تمشي بخطى وئيدة متوجسة من  احتمال أن يراها أحد   , لم تعد تخاف  على جسدها بعدما فكت تعويذته و صار  متاحا للجميع , تخاف من العار , ألسنة الناس لن ترحمها و كذلك ساطور والدها
تلتف في خرقة بيضاء تشبه كفنا أكثر من قماطة رضيع , قبل تسعة اشهر كانت مجرد نطفة ألقيت في أحشاء فتاة جامعية  و ها هي اليوم في نفس المكان الذي شهد بداية تشكلها تنتظر موعدا مع الموت , ربما  شاءت الأقدار أن تكتفي برضعتين من لبن والدتها , ربما حنت عليها و قررت  تجنيبها تهامس  الناس , ربما  لم ترد أن تلاحقها كنية --بنت الحرام -- 
تكاد الشمس  أن تخرق شرنقتها ولم يأتي بعد , يخطر ببالها أنه لن يأتي لكن سرعان ما تتبخر الفكرة فهو يحبها حتى و ان لم يرضى بقطعة منها في الوقت الراهن فذلك لا يعني أنه سيتخلى عنها , أخبرها أنهما سيتزوجان فور تخرجهما و سينجبان الكثير من الفراشات التي تشبهها لكن لن يطلقوا اسم  مريم على أي منهن فهو لا يليق بسواها 
حتى اسم الدلع  لم يكن خطوة عشوائية منه , يحاول ايهامها بأن عذرية الروح  تطغى عليها , وجد نشوة في امتلاكها و لا يود افلاتها   مع أول عثرة 

    حانت منها نظرة الى الشاطئ , رأت سلحفاة تدفن بيضها 
تساءلت لما تفعل ذلك ؟

 بقلم : أسامة شرفاوي 

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014