تمشي بخطى
وئيدة متوجسة من احتمال أن يراها أحد , لم تعد تخاف على جسدها
بعدما فكت تعويذته و صار متاحا للجميع , تخاف من العار , ألسنة الناس لن
ترحمها و كذلك ساطور والدها ,
تلتف في
خرقة بيضاء تشبه كفنا أكثر من قماطة رضيع , قبل تسعة اشهر كانت مجرد نطفة ألقيت في
أحشاء فتاة جامعية و ها هي اليوم في نفس المكان الذي شهد بداية تشكلها تنتظر
موعدا مع الموت , ربما شاءت الأقدار أن تكتفي برضعتين من لبن والدتها , ربما
حنت عليها و قررت تجنيبها تهامس الناس , ربما لم ترد أن تلاحقها
كنية --بنت الحرام --
تكاد
الشمس أن تخرق شرنقتها ولم يأتي بعد , يخطر ببالها أنه لن يأتي لكن سرعان ما
تتبخر الفكرة فهو يحبها حتى و ان لم يرضى بقطعة منها في الوقت الراهن فذلك لا يعني
أنه سيتخلى عنها , أخبرها أنهما سيتزوجان فور تخرجهما و سينجبان الكثير من
الفراشات التي تشبهها لكن لن يطلقوا اسم مريم على أي منهن فهو لا يليق
بسواها
حتى اسم
الدلع لم يكن خطوة عشوائية منه , يحاول ايهامها بأن عذرية الروح تطغى
عليها , وجد نشوة في امتلاكها و لا يود افلاتها مع أول عثرة
حانت
منها نظرة الى الشاطئ , رأت سلحفاة تدفن بيضها
تساءلت
لما تفعل ذلك ؟
بقلم : أسامة شرفاوي