قلم
أخاصمك . فأنت اخترت رفقتي . فلا تغضب ولا تصرخ متى خاصمتك .
الفصل الآخر
توقعت الأمر . حاولت بين كل كلمة وكلمة أن أخبرك بكابوسي . لكن تيارك هزمني واستسلمت للحب . كنت أمد يدي إلى خدك ألاطفه وأنشد بذلك قدسية الإنصات . هزمني قلبي الذي هرب من صدري إلى يديك . هزمني شوقي فتكسرت ولم أهتم لحطامي ، لأنك حينها كنت باسم الحب ترياقا ينسي ألم الجروح .
توقعت الأمر . أردت أن أخبرك كل شئ . أن أخبرك البداية التي كانت قبل بزوغك في سمائي . أن أطلعك على هلوساتي. قلت لك وماذا بعد ذلك ؟ ... لكنك رقصت تم أطربتني . نسيت شكل الحجر على ظهري لكني لم أفقد مرة الإحساس بثقله .
في خاطري ..
أتعلمين ، إن قاع البئر غامض . وكلما هوى جسدي ارتفعت عني رائحة العرق . إذا عانقت الماء ، سأكون أنا من ينقي الماء ومن يملحه .
صورة
لماذا صوتك مجروح ؟.. أنا بخير . بخير . أنا بخير
سفر
في هذه المدينة يا عزيزتي لا يتوقف الريح عن العبث بستار النافدة . وفي هذه المدينة البعيدة ترتسمين في كل شجرة راقصة . هذا الصباح أيضا مررت ببالي ، ألقيت التحية واستأنفت الطريق إلى كل أجزائي ، تتسابقين مع الريح . تهزمين الريح . أفكر بأن أغضب أو أفرح أو أي شئ ، لكني لا أنجح في أن أحس . أطرافي باردة وذاكرتي وحدها المشتعلة . كل المدن باردة ...
وجوه
جلست في قاعة الانتظار ، في يدي ورقة طبع عليها الرقم 41 . في الجدار الواقف أمامي يبزغ رقم آخر هو 18 . في الكرسي الجانبي تجلس فتاة ، وبالقرب منها عجوز . أنت كنت تطوفين في المسافة الفاصلة بين الرقمين . مكالمتك قبل يومين أتلفت مستنداتي . أتذكر بوضوح جوابك عن سؤالي وماذا بعد ذلك ؟ . استغرق منك الجواب يوما كاملا أو أكثر لتردي بنسخة من سؤالي . ماذا كان جوابي ؟
العارض الأول
لم أقتني هذه الحقيبة . كانت هدية من صديقي . صديقي عانقني يوم ودعته في المطار . اختنقت وأنا أصافحه . صديقي أعطاني حقيبته . ودعني . ودعني صديقي وأخي العزيز . هذه الحقيبة لها معزتها الخاصة . في كل سفرياتي كنت أستعملها . قريبا سأحتفل وإياها بمرور خمس سنوات على ملازمتها لي ، وملازمتي لها . أضع داخلها بعض الملابس وكتابين أو ثلاثة ، وماكينة الحلاقة ، وقلما . مؤخرا أضع فيها كذلك آلة التصوير . كان الأوان زوالا حين رافقته إلى المطار ، كنت يومها أقاوم الحزن ، فقد كان صفحة من دفتري . آلمني الأمر كثيرا . لا أصدق أني أكتب هذه الحروف من أبعد مدينة في ذاكرتي معه . بعد تسعة عشر سنة أعود إلى المدينة وحدي . المدينة التي لا تتوقف الريح فيها عن العبث بستائر النوافذ . المدينة التي لم تعرفني. ملامحي تغيرت .
... سرقنا قالب الحلوى ، .. أتذكر جيدا .
.. الفصل الآخر
أخاصمك . فأنت اخترت رفقتي . فلا تغضب ولا تصرخ متى خاصمتك .
الفصل الآخر
توقعت الأمر . حاولت بين كل كلمة وكلمة أن أخبرك بكابوسي . لكن تيارك هزمني واستسلمت للحب . كنت أمد يدي إلى خدك ألاطفه وأنشد بذلك قدسية الإنصات . هزمني قلبي الذي هرب من صدري إلى يديك . هزمني شوقي فتكسرت ولم أهتم لحطامي ، لأنك حينها كنت باسم الحب ترياقا ينسي ألم الجروح .
توقعت الأمر . أردت أن أخبرك كل شئ . أن أخبرك البداية التي كانت قبل بزوغك في سمائي . أن أطلعك على هلوساتي. قلت لك وماذا بعد ذلك ؟ ... لكنك رقصت تم أطربتني . نسيت شكل الحجر على ظهري لكني لم أفقد مرة الإحساس بثقله .
في خاطري ..
أتعلمين ، إن قاع البئر غامض . وكلما هوى جسدي ارتفعت عني رائحة العرق . إذا عانقت الماء ، سأكون أنا من ينقي الماء ومن يملحه .
صورة
لماذا صوتك مجروح ؟.. أنا بخير . بخير . أنا بخير
سفر
في هذه المدينة يا عزيزتي لا يتوقف الريح عن العبث بستار النافدة . وفي هذه المدينة البعيدة ترتسمين في كل شجرة راقصة . هذا الصباح أيضا مررت ببالي ، ألقيت التحية واستأنفت الطريق إلى كل أجزائي ، تتسابقين مع الريح . تهزمين الريح . أفكر بأن أغضب أو أفرح أو أي شئ ، لكني لا أنجح في أن أحس . أطرافي باردة وذاكرتي وحدها المشتعلة . كل المدن باردة ...
وجوه
جلست في قاعة الانتظار ، في يدي ورقة طبع عليها الرقم 41 . في الجدار الواقف أمامي يبزغ رقم آخر هو 18 . في الكرسي الجانبي تجلس فتاة ، وبالقرب منها عجوز . أنت كنت تطوفين في المسافة الفاصلة بين الرقمين . مكالمتك قبل يومين أتلفت مستنداتي . أتذكر بوضوح جوابك عن سؤالي وماذا بعد ذلك ؟ . استغرق منك الجواب يوما كاملا أو أكثر لتردي بنسخة من سؤالي . ماذا كان جوابي ؟
العارض الأول
لم أقتني هذه الحقيبة . كانت هدية من صديقي . صديقي عانقني يوم ودعته في المطار . اختنقت وأنا أصافحه . صديقي أعطاني حقيبته . ودعني . ودعني صديقي وأخي العزيز . هذه الحقيبة لها معزتها الخاصة . في كل سفرياتي كنت أستعملها . قريبا سأحتفل وإياها بمرور خمس سنوات على ملازمتها لي ، وملازمتي لها . أضع داخلها بعض الملابس وكتابين أو ثلاثة ، وماكينة الحلاقة ، وقلما . مؤخرا أضع فيها كذلك آلة التصوير . كان الأوان زوالا حين رافقته إلى المطار ، كنت يومها أقاوم الحزن ، فقد كان صفحة من دفتري . آلمني الأمر كثيرا . لا أصدق أني أكتب هذه الحروف من أبعد مدينة في ذاكرتي معه . بعد تسعة عشر سنة أعود إلى المدينة وحدي . المدينة التي لا تتوقف الريح فيها عن العبث بستائر النوافذ . المدينة التي لم تعرفني. ملامحي تغيرت .
... سرقنا قالب الحلوى ، .. أتذكر جيدا .
.. الفصل الآخر
سألتني الآنسة إن كنت قد آنست بالمدينة ، سكتت قليلا تم أخبرتها قائلا " لا أعلم " .. قليلا ، الأمر أني فقدت الإحساس . لا أستطيع التمييز بين إحساس وآخر كما تتوحد الألوان في زي واحد أمام المصاب بعمى الألوان . لم أغضب يوما ، تأجيل إنتهى بأن نسيت كيف أغضب وكيف أفرح ، .. أحس بالبرد وبالحر بالثقل والخفة لا غير . لكني تعلمت أن أحب. ربما حان الأوان أن أتعلم كيف أنسى . كيف أنسى ؟ توقعت الأمر . توقعت أن أطرح هذا السؤال . توقعاتي الرمادية غالبا ما تتحقق ، لهذا حاولت منذ البداية أن أشاركك الأمر ، لكني لم أفعل . هل كنا منتشين ؟ جميل هذا الأمر . منتشين .
بقلم عصام بقسيم