كرسيان , يبدوان متشابهين حد التطابق
أحدهما اكتسى حلة من جلد تمساح نشل خصيصا من بيئته ليشارك في توفير الجو الملائم لسعادته أثناء تأدية مهمته السامية
أما بالنسبة للثاني , اني لأحسد شجرة بائسة حينما حملق القدر في جسدها العاري ,أشفق على التربة التي تحتضن جذورها الشائخة , أرسل لها يحيى النجار لينشلها و يحيل جذعها الى كراسي مهترئة تهجع في مدرسة القرية
جمعتهما الامبالاة التي يلقيانها من صاحبيهما , فالأول لم يكن فخما كفاية لينافس الشاشة ثلاثية الأبعاد التي تتيح لصاحبنا فرصة متابعة فعاليات مهرجان الرقص الشعبي الروسي, ولا حتى قنينة الوسيكي الاسكتلندي التي تتموضع فوق ملف اعادة ترميم المدينة الأثرية
الثاني , لا المسامير المعقوفة التي خرقت سطحه ولا الصوت الصادر عن تلامس الجزء المتبقي من ساقه المبتورة مع قطعة الاجر جعلا الأستاذ الشاب يتذمر أو يتخلى عن قوله أن التدريس مهمة مقدسة و تستحق أن يضحي المرء لأجلها
التقيا صدفة , تخرجا من نفس الدفعة ,لكن كلاهما لا يعمل في التخصص الذي درسه
تدخل والد الاول ليتبوء ابنه منصب رئيس مصلحة حماية التراث , الثاني حالت ظروف والده الصحية دون انتقاله الى المدينة
اتفقا على تبادل منصبيهما ليوم واحد ,
في اليوم الموالي أغلقت المدرسة بالشمع الأحمر و وجد جسد القروي متدليا من شجرة غضة
بقلم : أسامة شرفاوي